السبت، 29 يونيو 2013

ألمُ الصمت !!


ألمُ الصمت !!

--

الصمت ....

الرفيق الذي لا يخون أبدا .. لا ينسى أبدا ، ضجيجه لا يتجاوز السكون .. يقاسمني كل لحظات الحزن بدون مَنْ .. يتحدث إلي بلغة لا تعرف التملق ولا تجيد النفاق ، وحده من لا أحتاج معه إلى قواميس وأقلام صفراء ، ولا حروف زائفة ولا صخب.

الصمت ....

الرفيق الذي يفهم ثورة الروح ، ويدرك معنى الكفاح من أجل السعادة ، ويقاسمني الألم بصمت.. يواسي لحظاتي .. يغني أحيانا ، وأحيانا يمسح دموع الزمن كي يعيش !!

الصمت ....

ينسل بأنحاء روحي.. يسرقها بهدوء .. يحتضنها بلا استئذان.. ينتشلها من ضوضاء الحرب والدم والبكاء والقهقهات السوداء.. يودعها الثرى .. يخيم على قبري.



وهناك .. تكمن عظمة هذا الصمت !!

الأحبابُ يعتادون .. يستبدلون .. يكاد لا يتذكرون .. ينسون من أنا ، ذكرياتي تتلاشى كشمعة تقاتل في قعر علبة .. تنطفئ ، بقايا رمل أبيض وخيوط عنكبوت تنسج صوري المعلقة على الجدران ، بين أكوام أشيائي القديمة في مخزن ذلك البيت القديم كان مصيري ، أصبحت مجرد خوف يسكن المكان .. يُمنع الاقتراب منه .

إلاّ الصمت ..!!

الصمت وحده لم يرحل .. لم ينسَ .. يتشبث ببقاياي.. يقف على قبري .. يصلي من أجلي ، وخيوط الظلام تلفح معالمه ، وأوراق يابسة تبعثرها الريح في الأنحاء .. يناجي .. يبتهل ..يتألم .. يتمنى لو أنه يصرخ ويصرخ ، كي يلعن بشدة كل لغات هذا العالم التي لم تُدرك بعد ، معنى كلمة (حُب) !!!

لو كان صمتي كلاماً يُستعارُ به .. لاستسلمتْ كافةُ الكلماتِ في صَمتي

كلُ القلوبِ تحاشتْ من صداقته .. إلا أنـــــا مغـــــــــرمٌ في سكـــــرةِ الصَمتِ

أقسمتُ أنّي سأبقى فيهِ مُنتسِكاً .. وأنــــتِ تبقين صــــــامتــــةً كمــــــــا أنتِ


- إياد الشعيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق